وداعاً أيها الحبيب

الليلة أتممتُ بحمد الله دورى
وقررتُ نهائياً الإعتزال .

بلغتُ سن التقاعد فى الحب
وأنا والشعر قررنا الإنفصال .

هذا المساء ..سأجمع حزني
وحقائب الذكرى .. وصور الأحباب
وأشرع وللمرة الأخيرة بالترحال .

وأترك لك الدنيا .. مفتوحة ذراعيها
فأعشقى يا طفلتى فيها
والعشقُ هو سر من أسرار الجمال .

أشعر بأني بلغت من العمر أرذله
ووجودى هنا كان وهماً وضلال .

مفارقة غريبة ..
أكثر ما أجيده صناعة الكلمات
وأنا أول الذى يلعبون عليه أدوار الأحتيال .

أصدق كل المشاعر التى أقابلها
وأؤمن بخرافة الصدق مثلُ الأطفال .

حتى صارت الأحلام تفوق قدرتى ..
فكيف يحلم من عدم مع ذاته الإتصال .

وداعاً ..

كانت أدوار على مسرح العشق ..
لعبناها وكلنا فى أدوارنا أبطال .

الصادق مثلُ المنافق ..والتقى مثل الدًجال .
كلٌ منا ادى دوره ببراعة ..
من قائد الأوركسترا ..
وعازف البيانو .. مروراً بالطبال .

حتى الذى رسم ديكور النهاية ..
كان عاشقاً ..
رمى على جنبات المسرح بعض الظلال .
وألقى بعضُ الورود الذابلة ..
تحت أقدام سيدة على هيئة تمثال .

وفى الأركان إضاءة خافتة ..
بلون المنتهى ..وموسيقى صامتة ..
وأحاسيس الرهبة والجلال .

فالمشهد الدرامى الاخير يجرى ..
وسكينك فى صدرى ..
وفى عيونك مياة باردة ..
والقتل دونما إنفعال .

نزل الستار ..

والجمهور باق لا يبرح أماكنه ..
ينتظر معبودته ..
فأخرجى عليهم فى بعض الدلال .

وردى التحية لهم ..
وأنا أسمع هتافهم ..
ستأخذنى خطاى إلى حيث الرجوع مُحال .

وأمسح من عيني دموع إنحدرت ..
وأُخفى فى الأحشاء وجع السؤال .

لماذا كلما احببتُ بصدق..
يقتلنى الهوى ..
وأهزم رغم أنى أجيد القتال ..؟

وداعاً ..

ستمضى حياتك ..
بغيرى ستمضى .. فلا تخافى ..
ستشرق الشمس .. ويأتى الهلال .

وستعرفين من بعدى كثيراً ..
وتعشقين عشرات الرجال .

لكنى سأظل مكتشف كنوزك ..
وأول من يفُك رموزك ..
ويجعلك واقعاً ..ويبقى إحتمال .

وداعاً ..

إذا أستوقفتك إحدى الاغانى ..
سمعناها معاً ..
ومرًرتُ كطيفاً على البال .

وتذكرتى بعضُ الأمانى ..
والحُلمُ الذى عشناه سوياً ..
أيامنا الأولى فى حضن الخيال .

إذا حدث هذا ..صدقينى ..
سأكون فى نفس الوقت أسمعها ..
وأرجوك فيها ان تعيدى الموال .

أحبك جداً ..
وأشتاقك جداً ..
وسأبقى رغم الرحيل ..
أحتاج للعمر لحظات من الوصال