الأم .. تعطي الكثير .. فماذا تستحق؟

هـي البلسـم الشافـي لجروحنـا والمخفف لآلامنا.. هي نبـع الحنـان المتدفـق بل هي الحنـان ذاتـه يتجسد في صورة إنسان... هـي الرحمـة المهـداة مـن الله تعالـى..".

بهذه الكلمات عبر أحد الأبناء عن نبع الحنان.. "الأم".

الأم تلك الإنسانة التي تبذل قصارى جهدها لتربي وتعلم وتكبّر أولادها...وتنير دربهم... بزهرة شبابها...هي التي تسهر الليالي وتعد الأيام لترى أبناءها أفضل الأبناء.. وتدفع عمرها ثمناً لذلك.. هي الشخص المعطاء..الذي يعطي الكثير الكثير... ولا ينتظراً رداً على ما يقدمه.

فلماذا نحيي يوما واحدا من أيام السنة لنتذكر به عطاءها وحنانها؟.

وباقي أيام السنة هل نتجاهل ما قدمته لنا وننكر تعب السنين الذي تعبته علينا؟

حب وحنان

تقول لما (21) عاما إن الأم بالنسبة لها "الحب والحنان"... ومهما قدمنا لها نبقى مقصرين بحقها. وتضيف أن الاحتفال بيوم الأم لا يعني أننا متجاهلون لها باقي أيام السنة إنما هو تعبير رمزي يدخل السعادة والفرح على قلب الأم... وواجبها علينا أن نحتفل بها طيلة أيام السنة..لأنها تستحق ذلك.

وتوافقها بالرأي لينا (25) عاما.. مؤكدة أن (يوم الأم) شيء رائع لأن الأم تفرح به وتشعر بمحبة أبنائها لها وتشعر بالسعادة أيضاً. وتضيف: إن الحياة لا تساوي شيئا من دون الأم لأن الأم هي الحياة وأبناؤها يستمدون قوتهم منها وتستغرب لينينا كيف يمكن لبعض الأبناء أن يعقّوا أمهاتهم ويتجاهلوا ما قدمته لهم وهي التي أنجبتهم وجعلتهم يرون الحياة.

ذكرى أم

تذكر روعة (19) عاما أن والدتها توفيت منذ 5 سنين وأنها في كل يوم من أيام "يوم الأم" تذهب وتقدم الورود على قبر أمها وتقول إن ذكراها لا تزال باقية ورغم رحيلها عنها لا زالت تتذكر حنانها معها وكيف كانت تعتبرها صديقتها وأختها.

كل يوم.. هو

ويذكر رامي (27) عاما أنه لا يؤمن بهذا اليوم لأن الأم تعمل وتضحي من أجلنا فيجب أن نكرمها ونحترمها كل يوم ونعتبر أن كل أيام السنة عيدا لها فيكفي ما عانته من أجلنا وهي تحملنا تسعة أشهر ويكفي كل اهتمامها بنا وكما قيل :"الجنة تحت أقدام الأمهات".

سعادة وفرح

حنان (42) عاما "أم لستة أبناء" تقول إنها تعتبر هذا اليوم يوم الفرح والسعادة وسبب حبها لهذا اليوم هو تجمع أبنائها عندها.. مما يعيد لها ذكرياتهم وهم أطفال.. ويشعرها بالأمان والحب والسعادة التي مهما وصفتها لا تستطيع التعبير عنها...وتذكر أنه لو أتى أجلها بعد هذا اليوم تكون في قمة السعادة والراحة.

ماذا أقدم لها؟

يقول أسعد (24) عاما أنه لا يتصور حياته من دون "والدته".. وأنها أغلى ما يملك بهذه الحياة.. ويضيف أنه لو قدم لها ما في الكون بأكمله لا يستطيع أن يرد لها جزءا بسيطا مما تستحقه.. لما فعلته من أجله وما عانته كي تراه أسعد مخلوق وكي تعلمه وتكبره ويشعر بالسعادة عندما يقدم لها يدخل السرور إلى قلبها.. ورغم ذلك لا يعلم ما يقدم لها في هذا اليوم العالمي.

ومن جهة أخرى قال يونس (30) عاما إنه عاجز عن تقديم أي شيء لأمه... وأن أي شيء يقدمه لها لا يساوي ما فعلته من أجله.. ويتذكر يونس كيف كانت أمه تعاني بعد وفاة والده كي تعلمه هو وأخوانه... وكيف كانت تتخطى العقبات والمشاكل.. وتواجه نظرة المجتمع لها كـ"أرملة".. كل ذلك من أجل أن يكون هو واخوته من أفضل الناس.

"نبع حنان"

د.سري ناصر "أستاذ علم الاجتماع" يقول: هذه المناسبة الاجتماعية توحّد المجتمع على هدف نبيل.. وفي المجتمع هنالك ما نسبته %83 من الشباب يعيشون بعزلة عن أهاليهم.. لذا نحن بحاجة لمثل هذه الأعياد. وعلينا أن نقر ونعترف أن يوم الأم هو كل يوم... ويوم واحد وعشرين من آذار هو أشبه برسالة موجهة للناس للعودة لأهاليهم وتذكيرهم بهم وبحقوقهم. ويذكر د. ناصر أن هذا اليوم لا يعني "تقديم الهدايا" للأم.. فيكفي أن يقدم الابن لأمه في مثل هذا اليوم المزيد من الحب والاحترام والتقدير. والأم هي "نبع الحنان" الذي يجري في شريان كل ابن وابنة.. ولا يوجد عذر لأي ابن ألاّ يسأل عن أمه إذا كان بعيداً حتى ولو بالهاتف.